About book The Demon-Haunted World: Science As A Candle In The Dark (1997)
المنهج العلمي على ما يبدو عليه من الغلظة والسماجة لهو أهم إلى حد بعيد من مكتشفات العلم.ذُهلت عندما وجدت الكاتب يَستَهل كتابه بالحديث بجدية لتفنيد مزاعم الأطباق الطائرة!! ؛إن الكاتب-أي كارل ساجان- هو أحد أشهر العلماء في التاريخ, ليس فقط لإنجازاته العلمية, بل لدوره الأدبي في نشر العلم للعامة, حيث يعد أكبر نقطة تحول حدثت في هذا المجال, وبأسلوبه الأدبي الشيق إستطاع أن يسجل رقم قياسي كأعلى نسبة مشاهدة في التاريخ لعرض تلفزيوني عن برنامج (Cosmos 1980) حيث جمع أكثر من 500 مليون مشاهد عبر 60 دولة, كما أن هذا الكتاب هو آخر أعماله حيث كتبه في أيامه الأخيرة وهو يكابد آلام السرطان وينتظر نهايته المحتومة, ثم رحل عنا بعد سنة واحدة فقط من نشر الكتاب أي عام 1996.فهل من المعقول الحديث عن الفضائيين والأطباق الطائرة, كرسالة أخيرة منه وتحذيرأ للبشر كما يوضح العنوان؟! كارل ساجان في مقابلة, في آخر سنة قبل وفاته** "لا يجب أن نصدق الكثيرين الذين يقولون إن الأحرار فقط هم الذين يجب أن يتعلموا, وإنما, بدلا من ذلك, يجب أن نصدق الفلاسفة الذين يقولون إن المتعلمين هم وحدهم الأحرار" إبيكتيتوس, فيلسوف روماني وعبد سابق.كان فريدريك بيلي عبداً. وحين كان صبياً في ميريلاند في العشرينيات من القرن التاسع عشر, لم يكن لديه أب أو أم يعنيان به (وقد كانت عادة شائعة أن يعزل الأطفال عن أمهاتهم قبل أن يبلغ الطفل شهره الثاني عشر) وكان واحداً من ملايين لا حصر لها من الأطفال العبيد الذين لم تكن لهم أي تطلعات واقعية في حياة مليئة بالأمل.لقد تأثر بيلي-إلى الأبد- بما رآه وما مر به من تجارب وهو يكبر :"لكم أوقظت في الفجر كل يوم على دَوِيّ صرخات تُمزق نياط القلب صادرة عن إحدى عماتي, والتي اعتاد (رئيس العمال) أن يقيدها إلى عارضة الأرضية ويضرب ظهرها العاري بالسياط حتى يغمرها الدم بما في الكلمة من معنى حرفي.. وكان منذ سطوع الشمس حتى غروبها يسب ويلعن ويمزق جلد عبيد الحقل.. ويبدو أنه كان يتلذذ يهمجيته الجهنمية".وكانت العبيد تترد على مسامعهم باستمرار -من المزارع الكبرى ومنابر الكنائس ومن دور القضاء ومقار الحكم على حد سواء- فكرة أن العبيد صنف دوني بمقتضى الوراثة, وأن الله حكم عليهم بالبؤس, وبهذه الطرق حافظت هذه "المؤسسة الفريدة" على بقائها رغم ما تتسم به من طبيعة بشعة.وكانت هناك قاعدة تكشف بجلاء عن الكثير: لابد أن يظل العبيد أميين, ففي الجنوب في فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية كان البيض الذين يعلمون عبداً القراءة يلقون عقاباً شديداً. وكتب بيلي فيما بعد,: "إنك إذا أردت أن تجعل عبداً راضياً, من الضروري أن تجعله عديم التفكير .إذ من الضروري أن تجعل رؤيته الأخلاقية والعقلية مظلمة, وأن تفني قوة التفكير لديه قدر المستطاع", لذا كان لازماً على مُلاّك العبيد أن يراقبوا ما يسمعه العبيد ويرونه أو يفكرون فيه. وهذا هو السبب الذي من أجله تعد القراءة والتفكير النقدي أموراً خطرةً, بل إنقلابية, في المجتمع المظلم.بعدها في عام 1828 افترق بيلي عن باقي عائلته الكبيرة المهترئة, بيع ونقل إلى منزل مجهول في مدينة بالتيمور الغربية. لقد أرسل بيل للعمل عند الكابتن "هيو آولد" وزوجته "صوفيا", وبذلك انتقل من المزرعة الكبيرة إلى الخدمة المنزلية. في هذه البيئة الجديدة كان يلتقي, في كل يوم, بالمعرفة والأدب وبالكتب وبأناس يستطيعون القراءة. فاكتشف ما أسماه لغز القراءة: "هناك صلة بين الأحرف المكتوبة على الصفحة وحركة شفاه القاريء, ثمة تلازم (ارتباط) بنسبة واحد لواحد بين النقوش السوداء والأصوات المنطوقة" , فاخذ يدرس خلسة من "كتاب ويستر لتعليم الهجاء" الخاص بالصغير "تومي آولد". فحفظ الحروف الأبجدية, وحاول أن يفهم الأصوات التي ترمز لها, وفي نهاية المطاف طلب من صوفيا آولد أن تساعده على التعلم. فوافقت, متأثرة بذكاء الصبي وإخلاصه وربما أيضا جهلاً منها بالمحظورات. وحين جاء الوقت الذي كان فيه بيلي يتهجى كلمات من ثلاثة أو أربعة حروف اكتشف الكابتن آولد ما كان يجري. وبعد أن استشاط غضباً أمر صوفيا بالتوقف عن تعليم فريدريك. وشرح في حضور فريدريك الأمر قائلاً: "لا يجب أن يعلّم الزنجي سوى طاعة سيده وأن يعمل ما يؤمر به أما التعلم فيفسد خير زنوج العالم. والآن إذا ما علمت هذا الزنجي كيف يقرأ فلن يكون هناك معنى للإحتفاظ به فلن يلائمه للأبد أن يكون عبداً" لقد وبخ آولد صوفيا بهذه الطريقة وكأن بيلي لم يكن موجوداً في الحجرة معهم مطلقاً, أو كأنه لوح من الخشب الأصم.غير أن آولد كشف لبيلي عن السر العظيم: "لقد فهمت الآن .. قوة الرجل الأبيض التي تمكنه من استعباد الرجل الأسود, من تلك اللحظة فهمت السبيل المؤدي من الرق إلى الحرية".ووجد فريدريك طرقاً لمواصلة تعلّم كيفية القراءة دون المزيد من العون من صوفيا آولد التي أضحت الآن مرتعدة ومتحفظة, وكانت طرقه تشمل حتى إكراه أطفال المدارس البيض في الشوارع .ثم بدأ يعلِّم أقرانه من العبيد.و هرب إلى نيو انجلند حيث كان الرق محظوراً بمقتضى القانون وحيث كان السود أحراراً وغير إسمه إلى فريدريك دوجلاس؛ ليراوغ الصائدين الذين كانوا يقتفون أثر العبيد الهاربين سعيا وراء المكافئات, وأصبح أحد أعظم الخطباء والكتاب والزعماء السياسيين في التاريخ الأمريكي, وكان على مدة حياته كلها يدرك أن الخلاص يكمن في محو الأمية.بعد أن هرب وهو في العشرين من عمره ببضع سنين, إنضم لجماعة الكويكر, وأدهشهم بمدى بلاغته كخطيب زنجي, ولم يكن ذلك معروفاً لديهم أبداً. لقد حطّم مظهره وسلوكه الأسطورة السائدة آنذاك عن "الخنوع الطبيعي" لدي الأمريكيين الأفارقة.ولم يعد إلى العبودية أبداً وبدلاً من ذلك قضى حياته يناضل من أجل حقوق الإنسان, باعتباره مؤلفاً ومحرراً وناشراً للصحف ومتحدثاً في أمريكا وفي خارجها, وباعتباره أول أمريكي أفريقي يحتل منصباً إستشارياً للرئيس لنكولن ونجح دوجلاس في الدفاع عن تسليح العبيد السابقين من أجل الشمال.لقد كانت كثيراً من أراءه لاذعاً, وغير مصاغ جيداً على نحو يكسبه أصدقاء من ذوي المراكز الرفيعة, وكان صريحاً في معارضته لسياسة إبادة الأمريكيين الأصليين, وفي مؤتمر شلالات سينيكا عام 1848, حين واتت "اليزابيث كادي ستانتون" الشجاعة لتنادي بكفالة حق التصويت للمرأة, كان دوجلاس الرجل الوحيد من أية جماعة عرقية الذي يقف مؤيداً لهذا النداء!!**كان الظغاة والحكام المطلقون يدركون دائماً أن معرفة القراءة والكتابة والتعلم والكتب والصحف تحمل الخطر في طياتها, لأنها يمكن أن تصب أفكاراً إستقلالية بل ومتمردة في عقول رعاياهم, فقد كتب الحاكم الملكي البريطاني لمستعمرة فيرجينيا علم 1671 ما يلي: "أشكر الرب على عدم وجود مدارس مجانية ولا طباعة وأتمنى ألا يكون لدينا (منها) في المائة سنة (التالية)؛ لأن التعلم جلب العصيان والمروق عن الدين والطائفية إلى العالم, وأفشت الطباعة سر هذه الأشياء وارتكبت جريمة التشهير في حق خير الحكومات, فليحفظنا الرب من كليها!" **حسنا لقد تم محاربة التعلم سابقاً, ولكن ماذا عن الآن وما علاقة هذا بالأطباق الطائرة والفضائيين؟!إن 2% من الأمريكيين أي حوالي 5 مليون شخص يدّعون أنهم إختطوا من الفضائيين الذين فحصوهم على أطباقهم الطائرة, وحوالي نصف الشعب الأمريكي يصدقهم!! فقام ساجان بتتبع هذا الأمر في الكتاب, وخصوصاً أنه كان من قبل أحد أعضاء اللجنة المكلفة من الدفاع الجوي لتفحص أمر إشاعة الأطباق الطائرة-,بدأ الأمر عندما وصف أحد الطيارين منظر إحدى القوارب في مياه هائجة حتى إنها كانت ستطير عن المياه, فحورت الصحافة الخبر على لسانه بأنه رأى قارب طائر, وبعد مدة, سقطت طائر, وهي طائرة تجسس غالباً, وعندما قام ظباط الجيش بمنع تصويرها ربطوا هذا بالخبر السابق سرده, بأن الحكومة وجدت أطباق طائرة واحتفظت بفضائيين وأنها تتكتم على الأمر,ثم بدأت دوائر المحاصيل التي نسبت للفضائيين, والتي بدأ بافتعالاها مواطنان من بريطانيا باستخدام خشبة وحبل كمزحة في أول الأمر بعد أن بدأت إشاعة الأطباق الطائرة, وعلى مدار 20 سنة كانوا يبذلون المزيد من الجهد والإبتكار في أشكالهم, وعندما كان يخرج أحد العلماء ليحاول تفسير الأمر بطريقة طبيعية مثل البرق الكروي أو العواصف وتيارات الهواء, يعمدون في المرة التالية لإحداث شكل يشذ عن قاعدة هذا التبرير العلمي, وخلال هذه الفترة قام العديدين في أنحاء العالم بمحاكاة لهذه الرسومات ليحصلوا على التغطية الإعلامية, ولكن بطلانا قررا أن ينهيا مغامراتهما مع الفضائيين ويفصحوا عن خدعتهما قبل أن يسرقهم الوقت وينتهي احتفال الإعلام بهذه الظواهر ويفقدوا الفرصة لإبهار العالم.بعد حادثة المحاصيل خرج الأمر عن السيطرة واختف أناس وكتب مسلسل عن اختطافهم, ونشرت كتب وأذيعت برامج تدافع عن وجود الفضائيين, حتى صدق نصف الشعب هذه القصة.ولكن الأمر لم ينتهي مع كشف سر المحاصيل!! صورة لإحدى دواءر المحاصيلالآن كشف سر رسائل الفضائيين, ولكن مازال هناك أعداد هائلة من الأشخاص الذين يقسمون بأنهم قد اختطفوا حقاً على أيدي الفضائيين, وإذا تتبعنا حالات النصب وادعاء الخطف لنيل الشهرة, ننتهي إلى وجود عدد ضخم-وإن كان أقل من السابق- مصرون على إدعائاتهم,لقد أراد ساجان أن يعاملهم بمنتهى المنطق, والحنو, فهو وإن كان يراهم مخطئين, ولكن انفعالاتهم عن قصصهم حقيقة, فهو لا يريد أن يفند الأدلة فقط دون إظهار الشفقة على هؤلاء الضحايا أو مراعاة الضعف البشري والنفوس الضعيفة كما يحلو لجيمس راندي أن يتعامل مع هذه الأمور دائماً.فأكمل ساجان حديثه عن الحالات النفسية التي من الممكن أن تتسبب في هذه الخبرة عن الخطف والتي تبدو حقيقية جداً لهؤلاء المخطوفين. قام يجمع البحوث, وكانت نتائجها كما سردها بعدد كبير من الحالات الموثقة, أنه يمكنك بالإيحاء أن تزرع فكرة في عقلك فتبدو لك وكأنها حقيقية, قد تستعيد من لاوعيك أشياء قديمة, لا تتذكر متى رأيتها, فتتهم الشيطان كما يقول هرمان ميلفل, وتقد يحدث لك هلوسات كما كان يحدث في قصص الشياطين التي كانت تنكح النساء قديماً وحديثاً, كما أن كبت حدوث اغتصاب جنسي قديماً قد يؤدي إلى حلول الكائنات الفضائية محل المغتصب في اللاوعي.وهناك في الطفولة المبكرة تعد الأحلام شيئا حقيقياً, وقد يستمر هذا لدى أناس عندما يكبرون.قد تبدو هذه الأشياء خيالية قليلاً لك, ولكن عندما تقرأ سردها كاملة في الكتاب ستتغير ولاشك نظرتك لمدى ضعف النفس البشرية. كان ساجان يكتب الكتاب كفصول, وعندما ينهي فصل, يقوم بتلخيصه ونشره في إحدى الصحف الكبيرة, خشية أن يموت في أية لحظة لمرضه العضال, وبعد انتهى من الأطباق الطائرة, حاول تحذيرنا من المخاطر الأخرى التي تحيط بعالمنا:إن أكثر من أربعين مليون من البالغين الأمريكيين يلم بالكاد بالقراءة والكتابة, حسب مسح أجرى على المستوى القومي جرى بطلب وزارة التربية والتعليم!!إن الإستطلاعات تبين أن 95% من المحبين للعلم هم من الأميين علمياً, وهي تقريباً النسبة نفسها بين الأمريكيين الأفارقة –وجميعهم تقريباً من العبيد- يعانون الأمية قبل الحرب الأهلية مباشرة!!في أوائل الثمانينيات, في أمريكا ثلثي الكبار لم تكن لديهم أية فكرة عن "طريق المعلومات فائق السرعة", ولم يعلم 43% أين تقع اليابان؟ وكان 38% يجهلون مصطلح "الهولوكوست", غير أن النسبة إرتفعت إلى 99% عند معرفة شائعة تحرش مايكل جاكسون بطفل, وإلى أعالي التسعينيات فيما يتعلق بمن سمعوا عن أحداث المسلسلات المتلفزة!!إشاعات عن أن ناسا اكتشفت أصوات من ثقب أسود تمجد الله في الأعالي !!أكثر من ربع الأمريكيين –حسب استطلاعات الرأي- يؤمنون بالتنجيم, وثلثهم يعتقد أنه يقوم على أسس علمية. وربما فاق عدد المنجمين في الولايات المتحدة الأمريكية عدد علماء الفلك بعشر مرات, وفي فرنسا هناك منجمون أكثر من رجال الدين التابعين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية!!انتشار الترويج للصوفية (والصوفية هو وجود معرفة تنزل على أشخاص محددين بطريقة سحرية, وتكون هذه المعرفة أرقى من العلوم المادية)!!انتشار الباراسيكولوجي (قدرات عقلية خارقة مثل ثني المعادن وحملها في الهواء, زي الأطفال اللي عند العرافة في فيلم ماتريكس)!!10% من سكان أمريكا قد رأوا شبحا من قبل!!أمريكيون من مختلف الفئات يجزمون أنهم تواصلوا مع شبح الرئيس الراحل جون كينيدي, حتى أن دائرة معارف الديانات الأمريكية, تعده ضمن الديانات, حيث أنهم يعاملونه كإله حتى بعد موته!!إن الأمريكيون سيئو السمعة في العلوم !!وعند التقصى وراء النقطة الأخيرة, وجد أنه ليس العلوم فقط, وإنما العلماء أيضاً, فدرجاتك العالية قد تلصق بك تهمة "دحيح", فيبتعد عنك زملائك, الذين قد ينظرون إليك كغريب الأطوار, قد يلبس يوما الحزام عند نهاية فقرات صدره, ويضع نظارات سميكة وفي جيب قميصه يضع تشكيلة واسعة من الأقلام, وعلى وسطه حزام آخر مثبت به آلة حاسبة علمية!!. قد يكون هذا شكل محب العلوم, وقد يكون صاحب هذا الشكل إضطر ليتعرف على المزيد من العلوم, فهي لا تطلب منك أن تكون إجتماعيا ولا كثيرا من مقابلة الناس ومحاولات مضنية لكسب ثقتهم.ولكن على أي حال لا يجوز تجنب معاملتهم هكذا, فمثلا لقد كان ماكسويل طفلا شديد الوسامة من أسرة ثرية وكان لديه حب الإستطلاع, رغم أنه لم يكن يهتم كثيراً بهندامه, فسبب له أقرانه معاناة شديدة, حتى أنه أنه أنشد هذه الأبيات: أيتها السنون توالي, وأسرعي بالوقت الموعود ..حين يضحي جَلْد الصِبية بين الجرائم معدود .. يميل الأولاد إلى إضطهاد المتفوقين منهم حتى لا يظهروا بمظهر سيء مقارنة بهم, ولكن هذا لن يجعل عالمنا مكاناً أفضل.**يقول فرانسيس بيكون:الإنسانtيؤمن إيماناً وثيقاً بما يعتقد أنه صادقولكن كيف نتأكد من أن أمر ما صادق حتى لا نكون مثل ضحايا الأطباق الطائرة؟يستشهد ساجان بقاعدة على لسان شارلوك هولمزمن الأخطاء الكبرى أن يقوم المرأ بالتنظير قبل أن تكتمل المعطياتثم يسرد لنا مثالأ لتطبيق هذه القاعدة وهو: "يعيش في جراجي تنين ينفث النار", لنفترض أنني أقول لك هذا القول المؤكد بشكل جاد, فمن المؤكد أنك سوف تود أن تتحقق من ذلك, وأن ترى بنفسك, إذ كانت هناك على مر العصور قصص لا تحصى عن التنين, دون أن يوجد دليل واقعي واحد عليها. يا لها من فرصة! تقول "أرني" فأقودك إلى الجراج, تنظر إلى الداخل, فترى سلماً, وعلبة دهان فارغة, وتريسكل, ولكن لا تنين هناك. فتسألني "أين التنين" فأجيب "ياه! إنه هنا" وأنا ألوح بيدي بشكل غامض.وأتابع القول:"لقد فاتني أن أذكر لك أنه تنين خفي". فتقترح أنت أن ننثر الدقيق كي نمسك بآثار أقدام التنين. فأرد قائلاً: "هذه فكرة جيدة. غير أن هذا التنين يسبح في الهواء".إذن سوف تستخدم جهاز تحسس يعمل بالأشعة تحت الحمراء كي تتبين النار الخفية. "فكر جيدة, لكن النار الخفية غير حامية أيضاً".إذن سوف ترش رذاذ الدهان على التنين كي تجعله مرئياً."فكرة جيدة. لولا أن تنين غير مادي أو مجسّد, ولن يلتصق به الدهان"وهكذا أرد على كل اختبار فيزيائي تقترحه بشرح خاص للسبب الذي يجعل هذا الإختبار غير صالح.والآن, ما الفرق بين تنين طافٍ خفي غير مادي, ينفث ناراً غير حامية أو عدم وجود تنين أصلاً؟فكل ما أطلب منك أن تفعله هو التصديق في غياب الدليل. لمجرد أني أقول لك ما أقول.وإذا جئتك بعدها بأسبوع لأخبرك بأنه يوجد أثار للدقيق, أو جئتك بأصبع محروق, كدليل على صدقي, ألا يمكنك أن تشك في أن تكون تلك الأدلة قد زيفت, بما إنه من السهل تزييفها؟!ثم يطلعنا ساجان على فائدة منهج الشك العلمي, وأنه يجب أن يطبق في كل شيء بطريقة معتدلة ففي العلم نمنح أسمى جوائزنا لأولئك الذين يثبتون خطأ المعتقدات المستقرة بشكل مقنع.وأن ذلك يحرر الفكر والأوطان لذا فالديموقراطية والمجتمع المفتوح هم آمالنا, وكما تقول حكمة لاتينية: حيث يوجد الشك يوجد الحريةوكان يأمل توماس جيفرسون أن يكون قسم المواطنة الذي يقسمه المهاجرون الجدد والتعهد الذي يتلوه الطلبة بشكل روتيني كالتالي: "أعد بالتساؤل حول كل ما يقوله لي قادتي وزعمائي, وأعد باستخدام ملكتي النقدية, وأعد بتنمية إستقلاي الفكري, وأعد بأن أعلم نفسي حتى أتخذ أحكامي وتقديراتي الخاصة" وقد عبر جيفرسون بما قد نادى به جون ستيورت مل ولكن بطريقة أبلغ: "لو أن أمة ما توقعت أن تكون "جاهلة" و "حرة" في حالة حضارية معا, فهي تتوقع ما لم يكن قط, ولن يكون أبدا"وعلى هذا النحو ننتهي إلى ما قاله قاضي المحكمة العليا بالولايات المتحدة روبرت هـ.جاكسون 1950 "ليست وظيفة حكومتنا حماية المواطن من الوقوع في الخطأ؛ وإنما وظيفة المواطن حماية الحكومة من الوقوع في الخطأ" **كما أن ساجان يحاول معاجة نفور العامة من العلم فالدجلنة تخاطب الحاجات العاطفية القوية التي غالباً ما يدعها العلم دون إشباع,وفي صميم بعض أنماط الدجلنة تكمن فكرة أن تمنى الشيء يحققه, فكم يكون مقدار ما يمكن أن نشعر به من الرضي, إذا حققنا الرغبات التي نتمناها من صميم فؤادنا بمجرد التمني, يا لها من فكرة تغوي النفوس, خاصة إذا ما قورنت بالعمل الشاق وحسن الحظ الذي نحتاج إليه عادة كي نحقق آمالنا.فيحاول إقناعنا بأن العلم لا يتوافق مع الروحانية فحسب : وإنما هو , أيضا مصدر عميق للروحانية ** إسم الكتاب بلغته الأصلية:The Demon-Haunted Worldومنعى كلمة ديمون في أصلها, هو "المعرفة", والتي أصبحت لفظ للشيطان حالياً كما ذكر الكاتب, وبدلك يكون الكتاب ذو معنيين, الأول هو "عالم يسكنه/تطارده الشياطين", ومنها هذه التصرفات:"لماذا يجب علينا أن ندعم الفضول الفكري؟" رونالد ريجان, من خطابه في الحملة الإنتخابية 1980- إدوارد تلر, ومحاولاته لصنع قنبلة هيدروجينة.- إستنكار الإتحاد السوفيتي لنظرية لاينوس بولينج في الإتحاد الكيميائي للذرات والتي أعطى عنها جائزة نوبل, لأنها تخالف تعاليم المادية الجدلية, وأعلن أن نظريته محظورة على الكيميائيين السوفييت.- مطاردة عالم الوراثة الأمريكي هيرمان ج.مولر الحائز على جائزة نوبل والذي كان يعمل في روسيا أنذاك, ومعه رئيس الأكاديمية الزراعية لعموم الإتحاد السوفيتي, عندما اعترضا على المشعوذ تروفيم ليسينكوا, والذي قد اكتسب التأييد الحماسي من ستالين لفكرته التي ستصلح حال الزراعة عن طريقة علم الوراثة المبني على المادية الجدلية عكس علوم الغرب الغارقة في الضلال المندلي, وقد هرب الأول منهما بعد تحذيره, والثاني ألقي القبض عليه وبعث إلى سيبريا لبقية حياته,وبعد عدة سنوات انهار الإتحاد السوفيتي بعد أزمة الغذاء وفشل مشروع العمالة القسرية, وعدم وفاء المشعوذ بوعده, فالمشعوذ لا علم له بالزراعة والوراثة وإنما بالشعوذة.- ميّز العلماء النازيون مثل عالم الفيزياء الحاصل على نوبل "يوهان شتارك" بين "العلم اليهودي" الخيالي التصوري المشتمل على النسبية وميكانيكا الكم, وبين "العلم الآري" العملي الواقعي.- تزوير التاريخ على يد العديد من الدول ذكرهم المؤلف.- العماء النازيين وزعمه أن المجرات تتكون من بلورات ثلج وليست من نجوم وكواكب كما يقول الأغيار.- في الصين بعد موت "ماو تسي تونج", زعم "وانج هونجشينج" أحد هواة الكيمياء أنه قام بتخليق سائل إذا ما أضيف بمقادير قليلة للماء فإنه يحوله للجازولين أو ما يعادله, وظل لفترة يتلقى التمويل من الجيش والشرطة السرية, وحين اكتشف خداعه تم سجنه, ولكن تم تبرير الأمر ليس لتزييفه, وإنما لعدم إستعداده لكشف الوصفة السرية للحكومة.- في عام 1993 أصدر المرجع الديني الأعلى في المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز فتوى أعلن فيها أن العالم مسطح, وأن من يعتقد في كروية الأرض, إنما هو غير مؤمن بالله وتجب معاقبته (ليست تجويداً من كاتب الريفيو, وقد ذكرها ساجان هكذا).والمعنى الآخر عندما تكون كلمة ديمون بمعنى المعرفة, فيصبح العنوان "عالم تطارده المعرفة" ويمثل محاولات الجانب الآخر لنشر التفكير العلمي, ومنها:- "ما من شيء يستحق رعايتنا أفضل من ترقية العلم والأدب فالمعرفة في كل البلاد- القاعدة الأكثر ضماناً لسعادة الجمهور." جورج واشنطون من خطابه أمام الكونجرس بتاريخ 8 يناير 1790 -الأباء المؤسسين لأمريكا ودستورهم ووثيقة حقوق الإنسان.- "الدالاي لاما" الحالي يقول أنه سيكون على البوذية التبتية أن تتغير إذا ما أثبت العلم أن أحد أركنها مغلوط.** غير أن نوعاً من قانون جريشام يسود الثقافة الشائعة وبواسطته, يطرد العلم الرديء العلم الجيد منذ بضعة شهور, بعد يوم طويل من الإجهاد الذي كان جزء منه امتحان مادة "اقتصاديات النقود والبنوك", ذهبت إلى "القهوة" لأستمتع بمقابلة بعض الأصدقاء, وقد بدأ كيرولس يحكي قصة الرابطة وكيف أنهم بقبولوا بعض الأعضاء الذين أرادوا الإنضمام رغم حملهم لأيديولوجية مضادة تماما, كانت النتيجة أن أحد هؤلاء بدأ في مضايقة الأعضاء داخل الرابطة, وبعد إحتجاجهم على أفعاله ووجوده, إنسحبوا وخسرنا أعضاء جيدين, مقابل الاحتفاظ بمن لن يشارك معنا في أي نشاط. وحينها تذكرت أني أعرف قانونا إقتصاديا ينطبق على هذه الحالة, وشرعت أشرح لهم قانون جريشام, وقد تفاجأت بإستخدام ساجان أيضاً لنفس القانون خارج سياق الإقتصاد مثلما قام عقلي مسبقا. أحستت بالنشوة, ليس لأني تذكرت هذه الذكرى الجميلة فقط, بل ولأني وجدت تشجيعاً لأمضي لأبعد من ذلك في مشروعي الخاص, بربط كل الخبرات التي أعرفها داخل سايق واحد متناسق, تماماً كما تلقى ساجان تعليمه الجامعي في جامعة شيكاجو ضمن برنامج بروبرت م.هتشنز, ولقد كانت هذه خطوة حاسمة في تاريخه, فكان هذا الشيء الوحيد الذي شجعه منذ الدهشة التي بدأت منذ أن صاحبه والده إلى معرض نيويورك العالمي 1939 كان والداي يبعدان عن الفقر بخطوة واحدة فحسب, وحين أعلنت عن رغبتي في أن أصبح عالم فلك, تلقيت تأييدا بلا حدود –إذ حتى رغم أنهما كانا (مثلي) ليست لديهما سوى فكرة بدائية بسيطة للغاية عمل يفعله عالم الفلك, فإنهما لم يقولا قط إنه "بعد التفكر في حميع الأمور قد يكون من الأفضل أن أصبح طبيباً أو محامياً".**المترجم من فرسان الإرادة, فلم يعطنا هذه الترجمة المميزة عن أصل بالغ الصعوبة, وإنما ترجمة كاملة أيضا, وهو شيء نادر في بلادنا, بسبب ما قد تقابله هذه الترجمة من إعتراضات الأصوليين. وأعتقد أنه لذلك ترك المترجم مهمة الرد عليهم للمراجع الذي جاء بعقلية أصولية مثل المعترضين المتوقعين, فكان خير من يمثلهم في اعتراضاتهم على المحتوى من خلال هوامشه التي يدافع فيها عن أفكارهم بمنطقهم ضد إفتراءات الكاتب الغربي ذو المعرفة القاصرة عن الإسلام كما يذكرنا المراجع في كثير من هوامشه. وليس ذلك فقط, بل قدم حجج لتبرير ترجمة الكتاب كامل ببعض جمله الهامشية التي تشكك في إيمانهم التي يستطيع حذفها دون أن يشعر القاريء, ولكنه رد عليهم بأحد الحجج التي وجدتها ممتازة, مفادها أنه إذا كان الكاتب ما يقوله كفر وضلال, فيجب علينا أن ننقل لشبابنا ما يقولونه من ضلالات حتى يعرفوا حقيقته ولا ينخدعوا وراء الشعارات البراقة التي تدعي مثالية الغرب!!**وفي النهاية أتمنى لكم عالما خاليا من الشياطين, مليئاً بالضياءنحن ننتظر الضياء لكننا نرى الظلام"أشعياء 9:59
I miss Carl Sagan.Ever since I was a kid, Carl Sagan has been the face of science for me. I would watch Cosmos and feel a sense of amazement that the universe was as wonderful as it was. He'd be there in his turtleneck and his blazer, smiling as though he'd just heard the coolest secret and he wanted to share it with you. And he did, except that it wasn't his secret. Hell, it wasn't a secret at all - it was the combined results of thousands of years of thoughts, deductions, mistakes, missteps, experiments, accidents and achievements. Whether he was talking about the orbits of the planets or the genetics of peas, you could feel an almost palpable sense of wonder coming from him. You'd listen to him and think, "Y'know, maybe we humans aren't too bad after all...."Then the smile would fade, his eyes would get serious, and he would explain how, for all our achievements as a species, humans were still terribly fallible creatures. Our knowledge has, perhaps, outpaced our morals, and we are only a few simple steps away from losing everything that we've gained. Our mastery of nuclear technology could wipe out civilization in a day. Our carelessness with industry could do the same in a century. His earnestness was clear, as was his disappointment.It was in this latter mood, perhaps, that he wrote this book. Simply by looking at the title, one can glean his attitude not only towards science, but towards the world around it. When he looks at the world, he sees a place filled with demons - not literally, of course - the demons of irrationality, superstition and an unfortunate willingness on the part of people to believe in things that just aren't so.This book is about the advocacy of skepticism and critical thinking. In a world where people are obsessed with celebrity, where people trust their feelings over their observations, where rulers make decisions based on the predictions of astrologers, Sagan feels rather threatened.I can certainly understand why.It still angers me that now, in the 21st century, we are still arguing about evolution over creationism. It amazes me that newspapers even print horoscopes, to say nothing of the fact that there are people who take them seriously. It horrifies me that evil men are still able to use fear and superstition to convince people that they should kill in the name of God. And it saddens me that so many people have given control of their lives over to a deity rather than taking responsibility for it themselves.Sagan's premise in this book is simple: knowledge is better than ignorance. Full stop. Whether it's witches, "intelligent design," UFO abduction or anything else, it is always better to find the truth rather than to rest comfortably in a lie. The truth is hard, yes, and it may feel better to stay wrapped up in our illusions, but no matter how comfortable they are, they're still illusions. Still lies.He spends a lot of time on UFOs and abductees, actually, and uses that as a bridge into other areas of skeptical inquiry. This is because UFO abductees (and the legions of enablers who encourage them - psychologists, writers, newspapers, and conspiracy nuts) exhibit the same behavior that allows unreason to flourish: an unwillingness or inability to consider other options. Yes, the UFO explanation would be a romantic and weird one, but wanting something doesn't make it so. There is probably a reason why you saw things out your window, and that explanation is probably perfectly terrestrial.Whether you're talking about UFOs, reiki, power crystals, witchcraft, tarot cards, channeling, telepathy, past lives, Indigo Children, psychic surgery, miracles, visitations by angels, demonic possession, the hollow Earth theory... The evidence just isn't there. As interesting and entertaining as a world containing such things would be, they're just not so.Wouldn't it be better, Sagan asks, if we could all dismiss such things? If everyone could think critically about them, dismiss them, and turn their vast amount of energy and resources towards actually making the world better? If, instead of putting together high budget shows about ghosts and Bigfoot, networks made programs about scientific inquiry and achievement? Or perhaps a show about mysteries that science has solved? Instead of portraying scientists as either nerds or maniacs, why not show the scientists who are looking for ways to make safer materials, better medicines and more efficient cars? I suppose that the Discovery Channel has done a very nice job of trying to realize this dream, with shows like Mythbusters, and Penn & Teller strongly advocate critical thinking in their Showtime program Bullshit! But I reckon Sagan would want more.This is where he does come across as something of a curmudgeon in this book. You get the feeling that if Old Man Sagan had his way, there'd be no X-Files or Buffy the Vampire Slayer or Flintstones. Science fiction would all be something like Contact - nothing that isn't reasonably explainable by our current understanding of science. No evil robots or planet-busting Death Stars would survive such skeptical scrutiny. Indeed, you get the feeling that he would not only disapprove of those shows, he would definitely look down on those of us who do.This is an attitude I've noticed a lot of in modern skeptics - a certain annoyance with fantasy and a rather condescending attitude towards those who haven't signed on to the skeptical view of the world. I am a regular listener of the Skeptic's Guide to the Universe podcast, and I enjoy it - except when they turn on the arrogance when talking about people who believe in things like religious revelation, UFOs and the like. I can understand the attitude towards scammers - they deserve nothing but contempt - but there are people who take real comfort in their world view, regardless of how irrational it might be. Sagan addresses this as well in his book:"All of us cherish our beliefs. They are, to a degree, self-defining. When someone comes along who challenges our belief system as insufficiently well-based - or who, like Socrates, merely asks embarrassing questions that we haven't thought of, or demonstrates that we've swept key underlying assumptions under the rug - it becomes much more than a search for knowledge. It feels like a personal assault."He goes on later to say: "In the way that skepticism is sometimes applied to issues of public concern, there is a tendency to belittle, to condescend, to ignore the fact that, deluded or not, supporters of superstition and pseudoscience are human beings with real feelings, who, like the skeptics, are trying to figure out how the world works and what our role in it might be. Their motives are in many ways consonant with science. If their culture has not given them all the tools they need to pursue this great quest, let us temper our criticism with kindness. None of us comes fully equipped."So in other words, even if you know a lot, don't be a know-it-all.Sagan had a lifelong love of science and the wonders that scientists have performed. The world today, every part and parcel of it from that computer that you're reading this on to the fact that you didn't die before you were five years old, is attributable to the work of dedicated scientists trying to better understand the world. And that is the key message of this book: knowledge makes the world better. Science has performed wonders that aliens, witches and apparitions of the Virgin Mary have never been able to do.A well-educated, rational populace is the greatest protection we have against tyranny, and it behooves every citizen to acquaint him or herself with the methods and principles that science uses. It is the greatest tool available to us if we want a better world. Yes, there will be missteps along the way, but the errors of science can - if we act out of clarity and reason - be repaired. Teach your children, encourage them to think critically about the world and no one will ever gain mastery over them. For an educated person is a free one. And if you can spread this kind of freedom, then perhaps Sagan can rest well.
Do You like book The Demon-Haunted World: Science As A Candle In The Dark (1997)?
Hey, so, guess what? People who read the Weekly World News are stupid, but scientists are awesome! Did you know that?I just put this book down, 175 pages in. It's not that I disagree with the thesis, because I actually don't at all. Sagan uses the widespread belief in alien abductions to talk about the need for more critical thinking in this world. And I'm totally there -- yes, for the love of God, teach people to distinguish between fact and what they want to be fact. But Sagan goes on -- and on and on -- about the evils of unexamined credulity, and how so much of what we believe is contextually determined and not logically deduced, and then he turns around and says 'therefore empiricism is the only truth.' And then completely fails to deal with the indeterminacy problem -- all the ways empiricism is also an ordinal choice, not some universal baseline against which to measure all intellectual thought. I mean, I'm as much a fan of the scientific method as the next well-educated dabbler, but I'm rendered irretrievably cranky by a guy touting the holy purity of his truth mechanisms when his argument basically boils down to, "the scientific method works! I've tested it! With the scientific method!" And never stops to wonder about his contextual determinants.Actually, that would be more okay if I could discern a point. Sagan waxes on and on and on about why people come to believe they were abducted, why other people believe them, where such mass dilusions historically might come from. And it's written in this snotty, "now you see the error of your ways," tone when, you know, I sort of suspect the Weekly World News readership is not also snapping up this book. That, and Sagan was a much better astrochemist than a psychologist or historian.Meh.
—Lightreads
“We’ve arranged a global civilization in which most crucial elements profoundly depend on science and technology. We have also arranged things so that almost no one understands science and technology. This is a prescription for disaster. We might get away with it for a while, but sooner or later this combustible mixture of ignorance and power is going to blow up in our faces.” (p. 26) The omen above was put to print in 1995 and echoed throughout Carl Sagan’s prolific career as both practitioner and communicator of science. Swathed in a world so joined at the hip to science and technology, Sagan saw denial and ignorance of science as the greatest risks to human well-being and continuity. Is the past here to stay?In the United States at least, conditions are none too sunny. Nearly 7 in 10 believe that angels and demons are active in the world. 61% and 48% believe in ghosts and UFOs of extraterrestrial origin, respectively. More than half (56%) deny the scientific consensus on climate change. One-third of the public still waffles on the science of evolution. And over half believe that God influences the outcome of sporting events. Dr. Sagan passed away the year after releasing The Demon-Haunted World: Science as a Candle in the Dark, and in the decades that have come and gone since his oracular swan song, the American electorate seems as awash as ever in pseudoscience and superstition. As momentous, relevant and urgent as Sagan’s message was, its infiltration remains woefully incomplete.The venerated astronomer, astrophysicist and cosmologist regularly popularized his lifelong passion for replacing delusion with fact-sensitive grandeur. His 1980 docuseries Cosmos: A Personal Voyage was such a groundbreaking moment in broadcasting because it showcased the degree to which science, presented properly, could warm hearts and inspire minds. In The Demon-Haunted World, Sagan continued this saga, with his inimitable style intact, but with a dire focus on communicating how science undergirds the modern world, its co-dependency with democracy and, amid the tenured struggle for progress and survival, is so often overshadowed by uncritical thinking and politicized agenda.The MethodThe uninitiated often maintain a warped view of science, that of an arcane discipline requiring superheroic intellect out to devour devout beliefs. But as Sagan spent a lifetime making clear, science isn’t just for scientists. Every one of us can revel in its fruits, be won over by its infectious appetite for discovery. Most important, we can all benefit from applying the philosophical principles on which it rests to our everyday life. What are those principles? The twinship of skepticism and trained observation fueled by an overarching preference for the truth, however inconvenient, over the psychologically comfortable. Science is far more than cold collection of data and interpretation; it is a way of thinking, an approach to the world that values the questions as much as the answers and has built-in tools for prioritizing both. “Some may consider this an overbroad characterization, but to me every time we exercise self-criticism, every time we test our ideas against the outside world, we are doing science. When we are self-indulgent and uncritical, when we confuse hopes and facts, we slide into pseudoscience and superstition.” (p. 27) Donning this intellectual apparatus full-tilt may occasion us to revisit ideas we once accepted without any skeptical filter or require we discard some beliefs long held dear. And in taking the plunge, Sagan encourages, we often find that nature is far more clever, subtle and adept at inspiring wonder than our fallible pattern-seeking devices can imagine. “Better the hard truth than the comforting fantasy. And in the final tolling it often turns out that the facts are more comforting than the fantasy…There are wonders enough out there without our inventing any." (pp. 59, 204) While this may be new cognitive territory for some of us, the benefits are too vast to pass up. A sharp mind keeps the charlatans at bay.Key to how science delivers the goods has been is its unmasking of natural processes to arrive at natural explanation. We may recall how our ancestors ascribed various features and bugs of our existence to supernatural causality: witches inflicted sickness with their spells; rain was a divine reward, drought a divine punishment; earthquakes were just the local god(s) stomping around in fits of rage; the “rising” and “setting” of the sun was controlled by the whims of the neighborhood deity; short-period comets presaged the fall of state empires. The advent of science severed the agency-focused paradigm. We learned that the ebbs and flows of celestial bodies mind predictable, calculable patterns. We learned that weather events are beholden to entirely terrestrial phenomena. We learned that transmissible disease is carried by microbes and other agents in our environment. We learned that the right medicine can cure an illness. The implications were radical, because if an illness was caused by the spell of a witch there is no reason to think we should find a natural cause for it, nor is there any reason to think we should find a natural cure. But in fact, it turned out that the right remedy could always overcome the power of “magic spells”. Per a unidirectional phase shift, super- and non-natural explanations were rendered obsolete, buoyed by an acute awareness of our propensity to overinterpret reality. “For much of our history, we were so fearful of the outside world, with its unpredictable dangers, that we gladly embraced anything that promised to soften or explain away the terror. Science is an attempt largely successful, to understand the world, to get a grip on things, to get hold of ourselves, to steer a safe course. Microbiology and meteorology now explain what only a few centuries ago was considered sufficient cause to burn women to death." (p. 26) IrrationaliaRespect for this approach has not been universal, as a handful of minutes with mainstream media will avouch. In a world overflowing with pseudoscientific madness, Sagan divides his time between conveying the method and blitzing specific manifestations of the irrational. He casts his gaze on a whole armamentarium of woo, including creationism, crop circles, faith healing, astrology, psychics, UFOs and alien encounters. Is there anything at all behind these claims that can connect them to reality? Not if skeptical inquiry has anything to say; such notions find a vacuum of support inside, as Sagan wittily remarks, “any universe burdened by rules of evidence." (p. 58)We learn of how two enterprising hoaxsters from Southampton fooled millions of credulants into believing that patterns in cornfields were cryptic messages from off-world. We listen in on the exploits of James Randi, who once outfoxed Australian media with video documentation of a “channeler”. Our talent for deceiving ourselves is on full display as Sagan recounts the initial frisson of seeing “faces” on Mars and assesses the merits of UFO claims from perhaps every conceivable angle. (As a pioneer of exobiological research, it’s no surprise Sagan devoted such sizable chunks to debunking UFO conspiracy tales, but he could have toggled it down a notch or two.) In turn, astrology and biblical creationism sport the same empirical garb as alchemy and witchcraft. (Quickly! Someone get Answers in Genesis on the phone.) From séance mediumship to 'spirit photography', the counterfeit carousel requires similar ingredients to survive: “what they need is darkness and gullibility." (p. 241)Democracy and the FutureWhy haven't the contrails of science seeped into the inner recesses of society and taken hold of our discourse and policy, Sagan asks? A look to the past tells us that commitment to these ideals has waxed and waned over time, surfacing first and most clearly in ancient Greece in the form of natural philosophy. Greek antiquity’s mental preoccupation with nature was distinguished by an express concern with natural cause and effect explanation, checked against their homegrown rules of logic and deduction. This marriage of reasoning and observation nourished some extraordinarily precocious activities. Sagan charts the achievements of early polymaths like Eratosthenes, who measured the circumference of the earth, its axial tilt, as well as its distance from both the sun and the moon all with peculiar accuracy in the 2nd century BCE, Aristarchus, who presented the first known model of a sun-centered cosmos, and Democritus, who was the first to offer an atomic theory of the universe and often considered the “father of modern science."Later societies yielded intermittent deviation from the systematic acme of Athens as triumphs gave way to enshrined overindulgence of superstition and as nationalistic fervor billowed to abnormally toxic levels. Beyond our undersized prefrontal cortex and the diversiform predispositions underwritten by our evolutionary heritage, at the heart of these setbacks lay the institution and its doctrinaire approach to knowledge. Both religious and secular governance can boast of choking free inquiry, stamping out critical investigation of the cosmos, and cultivating an infrastructural incapacity for nurturing the open exchange of ideas. Whenever and wherever this happens, humanity falters, the mind capsized under the crushing weight of tyranny. And like a derailed traincar, we inevitably throw ourselves headlong into state-sanctioned superstition and unreason.Science cannot prosper under these conditions. It stultifies and stagnates. Democracy ensures the efficacy of science insofar as it ensures all voices are heard. Science and democracy reinforce one another in this way; science depends on democratic values to function, while democracy depends sensitively on science to maintain its selected way of life, in everything from informing policy to keeping infrastructure in motion.After spending ample time surveying the overwhelming science illiteracy and innumeracy in the States, again and again Sagan returns to the point that democracy is unworkable in this environment. Uninformed citizens cannot cast informed votes. The shrieks of the ignorant become the shrieks of the next generation, who often adhere to the ideological persuasions impressed by their sheltered upbringing. So before we rebuff the allegation that beliefs in pseudoscience are harmless, we must be open to recognizing how they are emblematic of a larger infirmity. We need open-minded, critically thinking, intellectually equipped individuals exercising their constitutional duty and voting on the policies that will give shape to the parameters under which future generations may thrive or fall. “A proclivity for science is embedded deeply within us, in all times, places and cultures. It has been the means for our survival. It is our birthright. When, through indifference, inattention, incompetence, or fear of skepticism, we discourage children from science, we are disenfranchising them, taking from them the tools needed to manage their future.” (p. 317) Closing ThoughtsSagan’s penultimate work is packed with diverse subject matter. Much more than an impassioned defense of science, The Demon-Haunted World meanders through philosophy, history, politics, religion and grin-inducing exposés on claims to reality that just aren’t so. Sagan acknowledges the imperfections of science along with every other human endeavor while urging that it is the best we have, that when it comes to understanding how the world works, science seizes the epistemological crown. It is also a siren call to the coming generations: that we disregard science at our own peril. With mounting concerns over a warming planet, alternative energy sources, overpopulation, and the most forward-focused way to preserve our pale blue dot, we cannot afford to treat with insouciance its revelations. Every human should read this book.Sagan also holds a special place in my own intellectual journey, reviving a pulse which continues to reverberate in my life, something subliminal yet concrete. His books unshackled my imagination. His words spoke for me. He gave me a voice. A man of great passion and fierce intellect, he had the uncanny ability to ambush the heart with an equal measure of poetry and humble curiosity. His words can be understood by anyone who takes the time to read them. Carl synthesized my deepest thoughts and pointed me toward new horizons. He opened my eyes to a post-religious ethos and, more than anyone else, inspired me to abandon the intellectual celibacy of my youth and secure a personal relationship with reality and the cosmos. If Sagan communicated anything, it’s that science is a unification measure, something in which all of us can partake. Together with reason it is among the greatest tools in our survival kit. Let’s keep them burning brightly. “I worry that, especially as the Millennium edges nearer, pseudoscience and superstition will seem year by year more tempting, the siren song of unreason more sonorous and attractive. Where have we heard it before? Whenever our ethnic or national prejudices are aroused, in times of scarcity, during challenges to national self-esteem or nerve, when we agonize about our diminished cosmic place and purpose, or when fanaticism is bubbling up around us – then, habits of thought familiar from ages past reach for the controls.The candle flame gutters. Its little pool of light trembles. Darkness gathers. The demons begin to stir.”Note: This review is republished from my official website. Click through for additional footnotes and imagery.
—Daniel Bastian
I’m not sure what potential audience Sagan had in mind for this book, and I’m doubly unsure if I’m in it. I doubt you will be sure, either; and this tension is one that runs through the whole of the book. Perhaps this is unavoidable. For, when a popular scientist writes a book, his readership is more than likely to consist, in the main, of reasonable and skeptical people; thus, when he spends the entirety of the work attempting to inculcate the scientific attitude, he is in the position of a musician performing at a music school—most of the audience will consist of other musicians. So we may ask: are the ones likely to read The Demon-Haunted World the people who Sagan intends to reach?Perhaps I’m wrong; I hope so. I’d like to think that this book fell into the hands of several UFO enthusiasts and believers in the supernatural, and that Sagan was able to convince them. When he is debunking UFO sightings, Sagan is awfully convincing; considerable mental defenses would be necessary to block out the assault of reason and evidence Sagan presents. Yet here we face a particular irony: Sagan is attempting to inculcate a certain type of skepticism—the skepticism towards claims based on insufficient empirical evidence—but his message will likely be blocked out by a different type of skepticism: the skepticism towards those in authority. How easy it would be to dismiss his arguments with “he’s just pompous,” or “science is narrow-minded,” or “he worked for the government, so he’s just part of the cover-up.” The human mind is not, unfortunately, a truth-seeking machine; as Benjamin Franklin observed: “So convenient a thing it is to be a reasonable creature, since it enables one to find or make a reason for everything one has a mind to do.”We see this very thing play out in Chapters 10 and 11 of this book. In Chapter 10, Sagan vigorously attacks the evidence presented in favor of flying saucers from other worlds. Then, in the next chapter—after having publishing the previous chapter in a magazine—Sagan includes response after response from readers. The result is no surprise. Those who were already skeptical about aliens tell Sagan he’s right on the money. Those who already believed in intelligent aliens (and several stranger things), on the other hand, tell Sagan he has no idea what he’s talking about, that they have seen the aliens with their own eyes, and that they are still in contact, communicating telepathically. Not a single solitary note says something to this effect: “Wow, Carl, you really convinced me! I believed in flying saucers before, but you made some excellent points!”This is an example of what one might call the Paradox of Belief: believers who are open-minded enough to be convinced are the least dangerous to society; believers so closed-minded as to never be convinced, on the other hand, are the real trouble. So what's the point of proselytizing? What rational argument would convince an extremist? What empirical evidence would dissuade a fanatic? What, in short, is the point of this enterprise, since the open-minded moderates aren’t a societal hazard, anyway?Alright, I know: I’m simplifying things. Sagan does include much sensible advice on wider issues—advice on topics ranging from education reform to new ideas for science programs. He isn’t putting all of his stock into his books. Sagan would have more science in the classroom, in the government, on television. If science was built into our education and our entertainment, if the scientific attitude pervaded society, it would have a better chance of reaching children early, when they're still open-minded; science would be too ubiquitous to ignore, too commonplace to avoid.In fact, Sagan treats the scientific attitude as a sort of panacea for all the world’s ills. For Sagan, science engenders both wisdom and knowledge, it inculcates both free-thinking and caution. Science, with its heavy emphasis on checking and re-checking, on independent and repeated verification, takes full stock of human nature. We are, sadly, an errant and erring species; progress, in both science and—as Sagan goes on to say—government, depends on checks and balances, on emphasizing evidence, on distrusting authority and trusting facts, on a community of independent thinkers rather than a unified hive-mind. And, I must admit, imagining a world where even 5% of people were more familiar with the scientific attitude—that strange mix of curiosity and skepticism—fills me with excitement. I can hardly imagine how credulous I might have been if science wasn’t a part of my education from an early age.Despite my sympathy for Sagan’s goals, I can’t help but think Sagan’s urgency comes as much from his wisdom as from his paranoia. Perhaps spending too much time thinking about massive meteors or talking to congressmen gives one a sense of impending doom. Whatever the reason, Sagan often gives the impression that he thinks the end is nigh, that humanity’s survival is standings on the edge of a knife, and that urgent action is necessary now, immediately, without further delay. Don’t get me wrong: I think Sagan was often right, even prescient. Even so, it’s hard for me to take his idea seriously that developing the technology to deflect an asteroid might inadvertently give some lunatic the power to destroy the world. For somebody who is so keen on being reasonable, this level of fear strikes me as at least a bit unrealistic. Of course, I might be the unrealistic one.So, to repeat myself, I’m not sure this book was meant for me. I needed no convincing from Sagan to disbelieve eyewitness reports of supernatural phenomena, nor did I need any reminding that the human species is prone to folly and superstition. I doubt I'm unique in this respect. Yet I still can’t help admiring a man who worked so hard to convince us that ignorance is as dangerous as evil, and that skepticism is as necessary as knowledge. Sagan wasn’t like me: he had no time to be a fatalist. He was too busy trying to save the world.
—Lotz